التنشيط السوسيوثقافي وأشكال التأطير الاجتماعي والثقافي في مجتمع متغير

لا يقتصر التأطير الاجتماعي في مجتمعات متغيرة على جهات معينة، بل يتوسع كثيرا ليشمل الأسرة والمدرسة، والجمعيات والهيئات والمنظمات الوطنية وحتى الدولية أيضا، بدون أن نغفل الدور الكبير الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة في هذا المجال، سواء تعلق الأمر بالإعلام الكلاسيكي أو بالأشكال الجديدة للإعلام الجديد والأكثر تطوّرا.

إن طرق ووسائل ومناهج التأطير والإدماج الاجتماعيين كثيرة ومتعددة، وما التنشيط السوسيوثقافي إلا عنصر من عناصرها، المختلفة والمتعددة؛ تستند في ذلك على علوم ومعارف لها امتدادات واسعة في علم الاجتماع وعلم النفس وعلوم التربية والقانون والاقتصاد والسياسات العمومية وغيرها.

والمجالات التي ينفتح عليها التنشيط السوسيوثقافي لا تقتصر فقط على ما هو ثقافي، أو تربوي، بل وقفنا على ما هو أكثر ارتباطا بالمعيش اليومي للمواطن، من قبيل التنشيط الفلاحي، والتنشيط السياحي، والتنشيط الديني، وحتى ما يتعلق بتنشيط الحياة الاقتصادية والتجارية.

مجتمعاتنا الراهنة في حاجة إلى تطوير هذا الحقل العلمي، والتركيز على ما يسديه من خدمات للأفراد والجماعات، وبصفة خاصة أولئك الذين لم يتمكنوا من فرص التعلم والتكوين، المؤهلين لمباشرة حياة تواكب التطور والتقدم الحضاريين في مجتمعات متغيرة.